المحبة بين الأبناء هي من أعظم الهدايا التي يمكن أن يهديها الوالدان لأبنائهم.
إنها العلاقة الحقيقية التي تظل ثابتة مهما طال الأمد أو مر الزمان؛ لأنها تبقى مصدرا من مصادر الدعم والمؤازرة في كل الأوقات.
عندما يزرع الوالدان الحب والاحترام والتفاهم بين أبنائهم تنمو بينهم علاقة صحية تزدان بالتقدير والاحترام، فالتوجيه الصحيح من الوالدين يجعل الأخوة أصدقاء وسندا لبعضهم ويواجهون معا تحديات الحياة.
تعد المحبة بين الأبناء من الأسس المهمة التي يجب على الآباء أن يهتموا بزرعها في نفوس أبنائهم؛ لما لها من دور كبير في توفير بيئة صحية تساهم في النمو العاطفي والنفسي لهم، وأيضا تساعد في تماسك الأسرة وتعزز الشعور بالراحة والأمان بين أفرادها، وتقلل من المشاكل والخلافات بينهم. لكي تعرف كيف تزرع المحبة؟ عليك اتباع نصائح وخطوات ستساعدك في تحقيق ذلك:
عنصر القدوة من العناصر المهمة والفعالة في عملية التربية، لأنها مرآة يرى بها الأبناء أبائهم ومربيهم، وعليه فإن المربي إذا أراد زرع أي قيمة من القيم لابد أن يحرص على أن يتحلى بها أولا، وإلا فلا جدوى من محاولاته.
فالابناء عندما يروا الأب والأم يتعاملان مع بعضهما بروح من الحب والتقدير سيؤثر ذلك بشكل إيجابي في تعاملهم مع بعضهم كأخوة تسود أواصر المحبة بين الأبناء والود فيما بينهم.
تشجيع الأبناء على العمل الجماعي من خلال تشجيعهم على ممارسة الأنشطة اليومية أو الألعاب أو المشاركة في المهام المنزلية كل هذا التعاون يعزز المحبة بين الأخوة ويبني جسور من التفاهم بينهم.
على الآباء أن يشجعوا أبنائهم عندما يقوموا بمواقف إيجابية مع بعضهم، مثل أن يساعد أحدهما الآخر أو يقدم له أي نوع من الدعم، وصور هذا التشجيع كثيرة منها تقديم الهدايا أو المكافآت المادية أو المعنوية، فإن ذلك له أثر كبير في نفس الأبناء ويزرع فيما بينهم المحبة والألفة.
احترام خصوصية الطفل وإعطائه مساحة شخصية للتعبير عن رأيه، له دور كبير في تعزيز قدرته على بناء علاقة صحية مع أسرته، ويجعله قادرا على تقبل اختلاف الآخر والتعامل مع من يخالفه الرأي بمرونة وتقبل دون تعصب لرأيه.
خلق لحظات سعيدة مع الأبناء سواء من خلال اللعب معهم، أو الجلوس معا أثناء تناول الطعام، او الخروج فى نزهة قصيرة، كل ذلك يساهم في تقوية روابط المحبة بين أفراد الأسرة، ويعزز العلاقة بين الأبناء وبعضهم بشكل طبيعي وغير مصطنع.
اقرأ أيضا: خطوات هامة لتهيئة أطفالك لاختيار مهن المستقبل الناجحة
الألفة بين الأبناء في البيت تعتبر أمرا أساسيا لبناء علاقة مستقرة وصحية داخل الأسرة، حيث تسهم في تطوير شخصية كل فرد من أفراد الأسرة و تقوية العلاقات العاطفية بينهم، ومن المهم تطبيق بعض المبادئ والأسس التي تساعد في بناء علاقة المحبة بين الأبناء، ومن هذه المبادئ:
أن يترك الآباء مساحة للأبناء لكي يعبروا عن رأيهم ومشاعرهم وأفكارهم فإن ذلك يجعلهم أكثر استعدادا للتقارب فيما بينهم كأخوة.
من الواجب على الوالدين أن يقوما بحل النزاعات بين الأبناء بطريقة ناضجة وواعية دون تفرقة أو تمييز لأحد الأبناء على الآخر، وكذلك يجب عليهم أن يعلما أبنائهم كيف يحلو الخلافات بينهم بروح من الحب والتسامح.
تعليم الأبناء الاعتذار عن الخطأ والمسامحة عند الخلاف، من العوامل الضرورية لبناء علاقة صحية بين الأخوة، لا بد أن نغرس فيهم قيم المحبة والاحترام حتى وقت الخلاف، وأن نعلمهم أن الاعتراف بالخطأ لا يقلل من قيمتهم، وأن المسامحة هي من شيم الكرام وقدوتنا في ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد كانت رسالته السمحة رحمة للعالمين.
تفرقة الأهل بين أبنائهم قد يحدث لعدة أسباب، بعض منها قد ينتج نتيجة لقلة الوعي، أو قد يكون غير مقصود، ومن الضروري أن يفهم الأهل أن التفرقة بين الأبناء قد تؤثر سلبا على علاقة الأبناء ببعضهم البعض،ومن الأسباب التي قد يفرق الأباء بين ابنائهم بسببها:
إن المحبة بين الأبناء لا تتحقق في يوم وليلة، بل هي نتاج التربية المستمرة والجهود اليومية التي يبذلها الأهل.
يحدث ذلك من خلال بيئة مليئة بالحب والاحترام وتعزيز القيم مثل التعاون والتفاهم، المحبة بين الأبناء تحتاج إلى وقت وصبر، ولكنها ستثمر عندما يكون هناك اهتمام ودعم حقيقي من قبل الوالدين.